الحدثوهران اليوم

استذكار القامة العلمية والتاريخية “الشيخ عياض بوعبدلي” بادرة خير بدأت مع توجّهات الجزائر الجديدة

 

أشرف اليوم الثلاثاء ،الأمين العام لوزارة المجاهدين السيد هاشمي عفيف، على افتتاح فعاليات الملتقى الوطني الموسوم ب “الشيخ عياض بوعبدلي (1922- 2021): قراءة ودراسة في مسار الرجل المجاهد المصلح “.وذلك على مستوى قاعة “تلاحيت بخلوف” بجامعة وهران 1 .

وفي كلمة ألقاها نيابة عن وزير المجاهدين العيد ربيقة ، نوّه بمجهودات منظّمي الوقفة الترحمية للعلامة القاضي المجاهد عياض بوعبدلي البطيوي المدعو “سي أحمد”، الذي تصل سلالته ونسبه الى عائلة الرسول عليه الصلاة والسلام،

كما أشاد باستذكار الرموز والقامات الوطنية، والعودة الى الذاكرة ،معتبرا بأنها “بادرة خير بدأت مع توجهات الجزائر الجديدة” . خاصة عندما أصبح المجتمع المثقف والإعلامي يولي اهتماما كبيرا بهذه الرموز والشخصيات، مشيرا الى أن ذلك يدلّ على التمسك بالوحدة الوطنية والاصالة.

وقال الهاشمي عفيف أنّ “لا المكان ولا الزمان يسعان لذكر جميع مناقب الرجل فهي مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات من أجل جزائر قوية بمؤسساتها يبنيها الجميع، فهذه القامة العلمية والتاريخية ساهمت في صنع التاريخ ”

معتبرا أن “جميع الكلمات والمفردات لن توفي الرجل حقه ،لأننا لو تكلمنا عنه كعالم جليل له باع في ذلك لن نوفيه حقه،ولو تكلمنا عنه كمجاهد لا نبلغ نضاله وتضحياته كمساهم في المجال الرياضي والتنموي ايضا نكون قد اغفلنا جوانب عدة من ذلك “.

وبالعودة الى مسيرة المرحوم العلاّمة والمجاهد، التي لم ينقطع خلالها عن الدعوة وتبليغ مناهج الرسول عليه الصلاة والسلام. فقد تربّى في أحضان عائلة العلم والعلماء، وهذا ما جعله من حفظة كتابه، كما تنقّل في طلبه للعلم بين تلمسان والعاصمة وجامعة السوربون بباريس وغيرها من مناطق الوطن وخارجه، وأُحيط بمهام كثيرة منها رئيس تحرير بالإذاعة، صحفي ،مدرّس، رئيس فريق رياضي قبل الاستقلال.

ومن مدرسة الكشافة الاسلامية ،فهو مجاهد عُيّن كمسؤول سياسي عن منطقة أرزيو، وبعد اكتشاف دوره ضمن صفوف الثورة انتقل الى المغرب والتحق بالمقاومة تحت قيادة محمد بوضياف .

عُين كمساعد لوزير الداخلية ضمن تشكيلة الحكومة المؤقتة قبل الاستقلال، وبعد الاستقلال عُيّن مسؤولا عن أمن وهران، ثمّ كان من بين من أشرفوا على تنظيم المؤتمر الاول لحزب جبهة التحرير الوطني وغيرها من المسؤوليات، حتى انزوى الى عمله الخاص.

ومن جهته أبرز مدير جامعة وهران 1 مصطفى بلحاكم ،أنّ الندوة سلّطت الضوء على علم من أعلام الجزائر البارزين الذين كان لهم مسار حافل بالنشاط السياسي والفكري وحتى الرياضي خلال فترة الاحتلال الفرنسي،حيث شغل في حقل الاعلام والصحافة في أربعينات القرن الماضي،كما اشتغل في قطاع التربية حينما عُيّن معلّما بولاية البيض ما بين سنتي 1950 و1952 ومن بين من تتلمذ على يده الرئيس عبد المجيد تبون ،ثمّ رجع الى منطقته ليشتغل معلّما بارزيو ويصبح رئيسا لفريق اولمبيك ارزيو.

وذكر الأستاذ والباحث الصادق بقادة ، خلال مداخلته ،أن الشيخ العياضي بعد وفاة الحاج مهدي البوعبدلي شقيقه الأكبر اضطر ان يأخذ مكانه ويترأس المحكمة الشرعية بالزاوية البوعبدلية في جوان 1992 ،الى ان التحق بالرفيق الأعلى يوم 5 اكتوبر 2021.

تجدر الإشارة أنّ الندوة العلمية، أشرفت على تنظيمها جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة “، ممثّلة في مخبر مخطوطات الحضارة الاسلامية في شمال افريقيا ،بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للمجاهدين مكتب وهران وبالتعاون مع عائلة المرحوم المجاهد “عياض بوعبدلي”.

وعرفت الندوة حضور كلا من مستشار وزير الشؤون الدينية والاوقاف الاستاذ مسعود عمروش، ممثل والي وهران ،مديرة المجاهدين ومدير الشؤون الدينية. وأصدقاء المجاهد من الأسرة الثورية وأساتذة باحثين وطلبة.

فتاتي لبنى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!