إلغاء ندوة أكاديمية بتطوان: المخزن يضيق الحريات داخل الحرم الجامعي
في حادثة أثارت ردود أفعال قوية في المغرب، خاصة من قيادات حزب العدالة والتنمية بتطوان، حيث تم إلغاء ندوة علمية داخل فضاء جامعي دون سابق إنذار أو توضيح، في خرق واضح من حكومة المخزن لحرية التعبير والحق في تنظيم الأنشطة الأكاديمية، وهو ما اعتبره البعض تصرفًا يعكس توجهاً نحو التضييق على الفضاءات الفكرية داخل المؤسسات التعليمية، حتى حين يتعلق الأمر بمواضيع علمية واجتماعية لا تثير أي حساسيات سياسية مباشرة.
هذا ما حدث صباح الأربعاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، حيث أُلغيت ندوة كان من المقرر أن يُؤطرها رئيس الحكومة المغربية السابق، سعد الدين العثماني، تحت عنوان: “الصحة النفسية: كيف نفهمها وكيف نعتني بها؟”، وذلك في ظل غياب أي إعلان رسمي من إدارة الكلية أو الجهة المنظمة حيث انتظر الطلاب لساعات دون اي توضيح .
الفعالية، التي نظّمتها شعبة علم النفس الإكلينيكي بالشراكة مع “منشورات الخيام”، كان من المزمع أن تُعقد بقاعة “محمد الكتاني” ابتداء من الساعة 11 صباحًا، ويعقبها توقيع كتابي العثماني حول الاكتئاب والصحة النفسية الإيجابية، غير أن القاعة وُجدت مغلقة في وجه الحاضرين، الذين انتظروا لأكثر من ساعة دون أي تواصل أو تفسير.
الغموض لفّ الحدث، حيث كشفت مصادر اعلامية بأن “تعليمات شفوية” صدرت للمنظمين من حكومة المخزن تقضي بعدم إقامة الندوة لـ”دواع أمنية”، دون الكشف عن تفاصيلها أو مصدرها.
وتسائل القيادي المحلي بالحزب الحسين السعدوني عبر تدوينة له على فايسبوك قائلاً “هل وصل تكميم الأفواه إلى أسوار الجامعة؟”، مضيفا ” ما معنى إلغاء ندوة فكرية لقامة فكرية ورئيس حكومة سابق دون تعليل أو إخبار”، معتبرا أنه “حتى فضاء العلم والمعرفة أضحى متحكما فيه”.
يبقى السؤال الأبرز هل أصبحت الجامعة المغربية في ظل حكومة المخزن فضاءً مغلقًا أمام النقاش الحر، حتى في قضايا علمية كالصحة النفسية؟.