جهوي

وهران: تحديات تسيير الاستعجالات محور ملتقى طبي بالمؤسسة الاستشفائية “1 نوفمبر 54”

نُظّمت بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران الطبعة الثالثة من الأيام العلمية المتوسطية، تحت عنوان “التحديات المرتبطة بتسيير الاستعجالات الطبية والجراحية في الجزائر”، وذلك في ظل الجهود المبذولة لإصلاح المنظومة الصحية وتعزيز فعالية مصالح الاستعجالات عبر الوطن.

وتهدف هذه التظاهرة العلمية إلى تسليط الضوء على الإشكالات الميدانية التي تواجه الفرق الطبية في الاستجابة السريعة والفعالة للحالات الحرجة، وتقديم حلول واقعية لتحسين التكفل بالمرضى في هذا القطاع الحيوي

وشهد هذا الحدث العلمي الذي أشرف على إفتتاحه المدير العام للمؤسسة، السيد بار رابح، بصفته رئيس اللجنة المنظمة، بالتنسيق مع جمعية جودة العلاج للمستخدمين الجزائريين (ASQUE)، وتحت إشراف السيد موسى معمري، مدير الاستعجالات الطبية والجراحية بالمؤسسة، وبمشاركة عدة مصالح استشفائية على غرار مصلحة الاستعجالات، الإنعاش الجراحي، إنعاش وتخدير الأطفال، أمراض الجهاز الهضمي، جراحة الفك والوجه، علم السموم، أمراض الكلى، ومركز حقن الدم، حضورًا واسعًا لأكثر من 250 مختصًا من 22 ولاية، إضافة إلى مشاركة دولية من تونس، سويسرا وفرنسا، مما أضفى على الفعالية طابعًا متوسطيًا وساهم في إثراء النقاش وتبادل التجارب.

وفي تصريح له على هامش التظاهرة، أكد السيد بار رابح أن اللقاء يندرج ضمن مساعي وزارة الصحة لإيجاد حلول عملية للنقائص المسجلة في قطاع الاستعجالات، بدءًا من الاستقبال إلى العلاج، رغم الجهود المبذولة من الدولة في تجهيز الهياكل الصحية وتكوين الموارد البشرية. وأشار إلى أن مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة تعرف ضغطًا كبيرًا بسبب استقبالها للمرضى من مختلف الولايات، ما يصعب من عملية التسيير ويؤثر على ظروف العمل.

من جهتها، أوضحت البروفيسور بن علي دليلة، رئيسة مصلحة الاستعجالات، أن المصلحة تستقبل ما بين 350 و450 مريضًا يوميًا، وقد يصل العدد إلى 500 في بعض الفترات، مؤكدة أن الحالات تُخضع لفرز أولي حسب درجة الخطورة. وأشارت إلى أن الحوادث المرورية تتصدر قائمة الحالات، تليها السكتات الدماغية، المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، التسممات، وأمراض القلب الحادة.

وأكدت في هذا الصدّد أن الطابع المرجعي للمؤسسة يجعلها وجهة للمرضى من خارج ولاية وهران، خصوصًا في موسم الاصطياف، حيث تسجل المصلحة ما بين 20 إلى 50 حالة إجلاء يوميًا، مما يشكل عبئًا إضافيًا على الفرق الطبية. ودعت إلى دعم الهياكل الصحية الجوارية للقيام بدورها في التكفل الأولي وتخفيف الضغط على المؤسسة.

كما أكد السيد موسى معمري مدير الاستعجالات ورئيس جمعية ASQUE، في السياق ذاته أن المشاركين ناقشوا سبل تطوير مسارات الفرز وتعزيز قدرات الطواقم الطبية، مع التأكيد على ضرورة خلق بيئة عمل منظمة تضمن استجابة فعالة لمختلف الحالات ضمن مقاربة تجمع بين الجودة والفعالية. واعتبر أن هذه اللقاءات تمثل فضاءً حقيقيًا لتبادل الخبرات وتكريس ثقافة الجودة في الممارسة الصحية، بما يتماشى مع رؤية وزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: