جهوي

مدرسة ضباط الصف للعتاد تحتضن زيارة لوسائل الإعلام للتعريف بمرافق التكوين العسكري

أسامة شعيب

في إطار مخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي لسنة 2024/2025، وتماشياً مع سياسة الانفتاح التي تنتهجها المؤسسة العسكرية تجاه المجتمع المدني، نظمت مدرسة ضباط الصف للعتاد، الشهيد بن دراوة عبد القادر، التابعة للناحية العسكرية الثانية، يوم 25 فبراير 2025، زيارة موجهة لفائدة وسائل الإعلام الوطنية.

وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز جسور التواصل بين المؤسسة العسكرية والمواطنين عبر الإعلام، وتسليط الضوء على مهام المدرسة النبيلة، إلى جانب تقديم معلومات دقيقة حول شروط وكيفيات الالتحاق بهذا الصرح التكويني المتميز.

افتتاح رسمي يعكس رؤية الجيش الوطني الشعبي

أشرف على الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة السيد العقيد، قائد مدرسة ضباط الصف للعتاد، بحضور عدد من الإطارات العسكرية والمسؤولين داخل المدرسة. وفي كلمته، أكد السيد العقيد أن هذه الزيارة تأتي تجسيداً لحرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على تعزيز العلاقة الوثيقة بين الجيش والأمة، عبر توفير فضاءات إعلامية مفتوحة تسهم في إبراز الدور التكويني والتدريبي الذي تضطلع به المؤسسة العسكرية. كما شدد على أن هذه الفعاليات تعكس رؤية الجيش الوطني الشعبي في تعزيز ثقافة الدفاع الوطني وتعريف الشباب بالإمكانيات الكبيرة المتاحة لهم داخل المؤسسات التكوينية العسكرية.

جولة تعريفية داخل مرافق المدرسة

بعد الافتتاح، تنقل الوفد الإعلامي رفقة السيد العقيد والحضور إلى مختلف مرافق وهياكل المدرسة، حيث اطلعوا عن كثب على التجهيزات والوسائل البيداغوجية الحديثة المستخدمة في التكوين. وخلال الجولة، قُدمت شروحات وافية حول البرامج التدريبية التي تعتمدها المدرسة لإعداد ضباط الصف في تخصصات العتاد، مع التركيز على الجوانب التقنية واللوجستية التي تؤهل المتخرجين لأداء مهامهم بكفاءة عالية داخل وحدات الجيش الوطني الشعبي.

عروض قتالية تعكس الكفاءة العالية للطلبة

ضمن فعاليات الزيارة، استمتع الحضور بعرض مميز في الفنون القتالية من نوع “كوكسول”، قدمه طلبة المدرسة بإتقان واحترافية، ما يعكس المستوى العالي للتدريب البدني والقتالي الذي يتلقاه الطلبة أثناء فترة تكوينهم. هذا العرض كان بمثابة تجسيد عملي لقدرات المنتسبين للمدرسة، وإبراز مدى الجاهزية البدنية والانضباط العسكري الذي يميزهم.

تكريم الإعلاميين وتأكيد على أهمية التواصل

في ختام الزيارة، أقيمت مأدبة غداء على شرف الضيوف، أعقبها توزيع هدايا رمزية لممثلي وسائل الإعلام الوطنية، قدمها السيد العقيد قائد المدرسة، في لفتة تعكس تقدير المؤسسة العسكرية لدور الإعلام في نقل الصورة الحقيقية للجهود المبذولة داخل هياكل التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي. كما تم التقاط صورة جماعية بجانب قيادة المدرسة، توثيقاً لهذا الحدث الذي يجسد العلاقة الوثيقة بين المؤسسة العسكرية والإعلام الوطني.

نبذة عن مدرسة ضباط الصف للعتاد: تاريخ حافل بالعطاء

تعد مدرسة ضباط الصف للعتاد، الشهيد بن دراوة عبد القادر، من المؤسسات التكوينية العريقة التابعة للجيش الوطني الشعبي، حيث تقع في دائرة عين الترك بولاية وهران، ضمن الناحية العسكرية الثانية، وتمتد على مساحة تقدر بحوالي 74 هكتاراً.

محطات تاريخية بارزة في مسار المدرسة:

تأسست سنة 1975 تحت اسم مركز التدريب للإمداد، حيث كانت مهمتها الأساسية تكوين الأفراد في مجال الإمداد العسكري.

في سنة 1980، تم تحويلها إلى مركز التكوين التقني للإمداد، لتتوسع مهامها وتصبح مركزاً معتمداً في التكوين التقني المتخصص.

بتاريخ 23 مارس 1983، تمت ترقيتها رسمياً إلى مدرسة ضباط الصف للعتاد، مما عزز من مكانتها كمؤسسة تكوينية متخصصة في إعداد ضباط الصف في مجال العتاد العسكري.

في 18 فبراير 2015، وضمن مبادرة الجيش الوطني الشعبي لتكريم شهداء الثورة التحريرية، حملت المدرسة اسم الشهيد بن دراوة عبد القادر، تخليداً لتضحياته في سبيل الوطن.

دور المدرسة في تكوين الأجيال العسكرية

منذ إنشائها، لعبت المدرسة دوراً محورياً في تكوين وتأهيل ضباط الصف في مجال العتاد، معتمدة على برامج تكوينية دقيقة تجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية، بما يضمن إعداد أفراد أكفاء قادرين على تلبية احتياجات الجيش الوطني الشعبي في مختلف الظروف. وتوفر المدرسة تكويناً متخصصاً في تقنيات العتاد العسكري، إلى جانب تدريب صارم في المهارات القتالية والانضباط العسكري، ما يجعلها مؤسسة نموذجية في إعداد الكوادر العسكرية ذات الكفاءة العالية.

تعزيز العلاقة بين الجيش والإعلام لخدمة الوطن

تعكس هذه الزيارة الموجهة لوسائل الإعلام التزام الجيش الوطني الشعبي بمبدأ الانفتاح والتواصل مع المجتمع، من خلال توفير الفرصة للإعلاميين للاطلاع عن قرب على عمل المؤسسات التكوينية العسكرية. كما تجسد حرص القيادة العليا على دعم العلاقة بين الجيش والأمة، عبر تعزيز الوعي الوطني وترسيخ ثقافة الدفاع، بما يضمن استمرارية الدور الريادي للمؤسسة العسكرية في خدمة الوطن والمواطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: