في تصريحات مثيرة للجدل، إعتبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر ” ليست بالمأساة”، وقالت ” أتفهم رغبة الشعوب في الاستقلال، لكن القول إن الاستعمار كان مأساوياً للجزائر ليس دقيقاً”.
وخلال مقابلة أجرتها مع قناة LCI الفرنسية، تساءلت المتطرفة رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني ،” لماذا نظهر مثل هذا الضعف تجاه الدول التي تبصق في وجوهنا صباحًا وظهرًا وليلًا؟”، معبرة عن رفضها لموقف الضعف الذي تظهر عليه باريس في علاقاتها مع بعض الدول من بينها الجزائر، معتبرة أن ذلك يُعّد مسألة احترام لفرنسا وسيادتها والقانون الدولي.
وكعادتها طالبت لوبان استحضار ملف الهجرة لممارسة سياسة الابتزاز على الجزائر، مشيرة في حديثها عن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة اتجاه ملف المهاجرين مستدلة في حديثها بما فعله دونالد ترامب مع كولومبيا، كما أكدت أنه يجب قطع جميع العلاقات الدبلوماسية إذا لزم الأمر مع اتخاذ إجراءات انتقامية مع كل من يرفض استعادة الرعايا غير النظاميين مؤكدة في حديثها على لا مزيد من التحويلات المالية، ولا تأشيرة واحدة، بما في ذلك للقادة .
لماذا تحقد لوبان على الجزائر؟
رغم مرور عقود على إستقلال الجزائر إلاّ أن إبنة المجرم جون ماري لوبان، لم تستطع التخلص من عقدة والدها السفاح الذي صنف من بين أبرز مشجعي عمليات تعذيب الثوار الجزائريين وذلك بشهادة الفرنسيين قبل الجزائريين.
ترعرعت مارين منذ طفولتها مع مجرم يكن عداء منقطع النظير للجزائر حتى أنه لم يعبّر ولو لمرة طيلة حياته عن أسفه لما ارتكبه من تعذيب بحق الجزائريين، فعقدة الذنب وعدم البوح بها تحولت إلى كراهية زرعها في قلب إبنته المريضة نفسياً والتي يلاحقها العار رغم ما تدعيه من ديمقراطية وحرية إلاّ أنها ستبقى إبنة السفاح لوبان الذي صرح ذات يوم حول تعذيب ثوار الثورة المجيدة ” لقد مارسنا التعذيب في الجزائر، لأن القيام بذلك كان ضروريا”.
مع كل هذا ندرك أن مارين لوبان أو إبنة السفاح كما يلقبها الغرب لم تستطع يوماً أن تتخطى الماضي الأسود الذي يلاحقها والعار الذي تحمله عائلة لوبان مدى الحياة، فمع كل فرصة تُتاح لها تعبر عن ما بداخلها من كره عميق غير مبرر و تظهر جلياً أن هناك عقدة تلاحق كل من عائلتها والمتطرفين الفرنسيين إسمها الجزائر وتاريخ الجزائر وحاضر الجزائر .