ثقافة

الصناعة التقليدية بين الهوية والتسويق: جلسات نقاش بقصر الثقافة مفدي زكرياء

شهد قصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، اليوم الثلاثاء، مواصلة فعاليات الصالون الدولي للصناعة التقليدية في يومه الثالث، بإقامة يوم دراسي خُصّص لبحث سبل حماية منتجات الحرف التقليدية وتعزيز مكانتها في السوق. وقد تمحورت أشغال اليوم حول الجوانب القانونية والاقتصادية المرتبطة بتثمين المنتوج الحرفي ومنحه هوية مميزة تسمح له بالمنافسة محليًا ودوليًا.

في مستهل النقاشات، ألقى ممثل مفوض المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر كلمة أبرز فيها أهمية حماية حقوق الحرفيين وضمان الاعتراف بمنتجاتهم كجزء من التراث الثقافي للأمة، معتبرًا أن الدفاع عن الأصالة هو أحد أعمدة الحفاظ على الذاكرة الحرفية.

وتواصلت الجلسات بمشاركة مسؤولين من وزارة السياحة والصناعة التقليدية، والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلى جانب ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث تمت مناقشة دور العلامات المميزة في دعم المنتوج الحرفي وحمايته من التقليد، وإبراز قيمته الثقافية والجمالية. كما تم التطرق إلى أهمية إدراج هذا البعد ضمن سياسات التثمين والتسويق.

أما الجزء الثاني من اليوم الدراسي فقد تناول الأثر الاقتصادي للعلامة التجارية وكيف يمكن الانتقال بالمنتوج الحرفي من مجرد حرفة تقليدية إلى منتج قادر على فرض نفسه في سوق تنافسي. وقد ساهمت في هذا المحور مداخلات مسؤولة بالمركز الوطني للسجل التجاري وممثلة عن وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، إلى جانب إطار تقني من المعهد الوطني للحماية الصناعية، التي قدمت أمثلة لتجارب ناجحة في استثمار العلامة كأداة للتسويق والانتشار.

اختُتم اليوم بنقاش مفتوح تميز بطرح مقترحات عملية تهدف إلى تشجيع الحرفيين على اعتماد آليات الحماية القانونية وتطوير استراتيجيات اقتصادية مستدامة. وتم التأكيد على ضرورة الجمع بين البعد الثقافي والاقتصادي لضمان استمرارية القطاع وتثمين المنتج التقليدي الجزائري على المستويين الإقليمي والدولي.

وبالتوازي مع ذلك، تواصل الصالون في استقبال زواره الذين توافدوا لاكتشاف ما يبدعه الحرفيون من قطع فنية تعكس مهارة راسخة وابتكارًا متجددًا، في أجواء تمتزج فيها الأصالة بروح الإبداع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: